بين المقامين يقال أن المسافة بين مرقد الامام الحسين (ع) وضريح حضرة العباس (ع) كانت 378 متراً وكانت مليئة بالبيوت السكنية والوحدات التجارية في الماضي، وكان الاتصال بين هذين المقامين ولم يكن من الممكن إقامة المزارات إلا من خلال زقاق أو شارع ضيق. وفي عهد نظام صدام خصصت ميزانية كبيرة لشراء وهدم المباني الواقعة بين المرقدين، وتم إنشاء شارع واسع يعرف اليوم باسم بن الحرمين.
أين يقع بين المعبدين؟
بين مرقدي الامام الحسين (ع) يقع في وسط مدينة كربلاء في العراق وتشكل المنطقة الواقعة بين مرقد حضرة ابي عبد الله الحسين (ع) ومرقد قمر بني هاشم.
التاريخ بين المدينتين
في البداية كانت المسافة بين المزارين عبارة عن حي ذو نسيج قديم مليء بالأزقة الضيقة والبيوت والمحلات التجارية. وتم طرح فكرة تطوير المزارين والربط بينهما، وهو الأمر الذي كان بعيد المنال بسبب التكلفة الباهظة لشراء العقارات. وفي عام 1393هـ (1352م)، انتقلت إدارة العتبات الدينية إلى وزارة الأوقاف العراقية، وبعد سبع سنوات تم تشكيل فريق عمل لإعادة إعمار العتبات وتطويرها.
وأعلن صدام في محرم 1405هـ (1364م) أنه سيخصص مبلغاً ضخماً لمشروع تطوير وربط المقامات بحقل واحد، وبناء على ذلك تم شراء الأراضي المحيطة بالمرقد. وبعد ذلك، تم تقديم مبلغ 10 ملايين دولار لمحافظ كربلاء لتخصيصها للتطوير حول المرقدين والبناء بين المرقدين. وبعد ذلك، بدأت عملية هدم المنازل والأسواق والمحلات التجارية بعرض 40 متراً، ويمكن أيضاً مشاهدة الآثار التاريخية والمساجد القديمة. تم افتتاح ما بين القصرين عام 1407هـ (1366هـ)، ثم أقيمت على جانبيه المباني التجارية التي ظلت قائمة حتى عام 1411هـ (1370هـ)؛ لأن عدداً كبيراً من المباني تضررت جراء الانتفاضة الشبانية. وبعد سيطرة صدام على هذه المنطقة مرة أخرى، دمرت المباني في هذه المنطقة واتسعت المساحة بين المسجدين. وفي عام 1415هـ (1374م)، قام شيعة العراق بزراعة الأشجار بين الحرمين الشريفين.
تم تجهيز المنطقة الواقعة بين الحرمين لاستخدام الحجاج وتسهيل مرورهم، فضلاً عن توفير مساحة مسقوفة، في عام 1431هـ الموافق 1389هـ. وبذلك تم تدمير بعض المباني والفنادق في هذه المنطقة، وتم البدء في هذا المشروع بمساحة مليون وخمسمائة ألف متر مربع، والذي يمتد من شارع “ميثم تمار” إلى شارع “الجمهوري”. إن حجم العمل كبير جدًا لدرجة أنه يقال إن هذا المشروع سيتم الانتهاء منه عام 1457 هـ (1414 م).